أود أن أشارك معكم جزء أعجبني من كتاب "قوة الذكاء الإبداعي" للمؤلف توني بوزان
الفصل السابع \ المرونة و الأصالة الإبداعية
سوف تتعلم في هذا الفصل كيفية الخروج من الطريق ذي " الإتجاه الواحد" الذي يلتزمه معظم الأشخاص, كما سأوضح لك كيفية رؤية الأمور من عدة زوايا مختلفة, و بالإضافة إلى ذلك فسوف تتعلم كيفية اغتنام التفرد الهائل الذي تتمتع به فعليا و تجعل من نفسك شخصاً أكثر تفرداً و أكثر أصالة
قم بتوسيع نطاق المرونة و الأصالة لديك
تشبه المرونة في "التفكير الإبداعي" المرونة البدنية إلى حد كبير, فهي تعني أن ذهنك قادر على التحرك بسلاسة و يسر في جميع الإتجاهات و من كل الزوايا
اما الأصالة الإبداعية فهي تعبر عن مدى الإختلاف و الخصوصية و التفرد و التميز و البعد عن نمط التفكير الذي تتبعه بالفعل
و عندما تتأمل كلمة " الأصالة" ستجد أن لها علاقة وثيقة بكلمة "اللامركزي". فماذا تعني كلمة "اللامركزي" فعلياً؟ اللا أي البعيد عن. و "مركزي" أي المركز. لذا فإن الشخص اللامركزي هو ببساطة ذلك الشخص "البعيد عن المركز" أي اللانمطي. و اللانمطية هي الفكرة التي يدور حولها "التفكير الإبداعي". فكيف يمكنك تحقيق ذلك؟ هناك ثلاث طرق رئيسية
أولاً: رؤية الأمور من زوايا مختلفة
غالياً ما يرى الإنسان العادي الأمور من وجهة نظر واحدة -وجهة نظره عادة- أما الشخص " العبقري المبدع" فيمكنه رؤية الأمور من خلال عدد لا حصر له من وجهات النظر و الزوايا و الرؤى المختلفة, و تعد هذه القدرة على رؤية الأمور من زوايا مختلفة خاصية ضرورية من خصائص العبقرية في مجالات ذات اختلافات واسعة و متنوعة مثل الشعر و التمثيل و التعليم و القيادة. و سوف توضّح بعض الأمثلة الرائعة هذه النقطة
قصة حالة - تيد هوجز
كان الشاعر الإنجليزي النابغة أحد شعراء الطبيعة, و بدلاً من أن يكتب شعره عن الطبيعة و الحيوانات و كل الكائنات الحية من وجهة نظره هو, كان "هوجز" يكتب شعره من وجهة نظر هذه الأشياء. فقد كان "هوجز" في قصائده يدخل في عقول الثعالب و الثيران و النمور و آلاف الطيور و الأسماك. و هذه مقطوعة توضح مدى دخول "هوجز" في عقل إحدى أسماك "السلمون" و هي في أوج قوتها و نشاطها حيث يقول
في قمة عنفوان الحيوية
بجسدها الطائر المفعم بالحيوية
في تلك الحرية البحرية
و دهشة الحياة الوحشية
تسير تلك القطعة المالحة من الوجود الحقيقي
في قوة خاطفة كالضوء
قصة حالة - ماريا مونتيسوري
عاشت الإطالية الشابة المثيرة للإعجاب "ماريا مونتيسوري" في أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين و قد توصلت إلى فكرة جديدة لم يسبقها إليها أحد. و لقد تميزت "ماريا" بأنها كانت اول إمرأة في إيطاليا تحصل على درجة في الطب و التي حصلت عليها منذ أكثر من مئة عام
و لقد كانت "ماريا" مهتمة بصفة خاصة بالأطفال. و بينما كانت تزور رياض الأطفال و المدارس الإبتدائية لاحظت أمراً غيّر -بفضلها- من نظرة العالم لتعليم النشء
حيث لاحظت ماريا أن كل شيء في المدارس قد تم تصميمه من وجهة نظر "البالغين" و ان العملية التعليمية
تسير وفقاً لوجه نظرهم أيضاً: فالمقاعد كبيرة جداً و حادّة و ثقيلة للغاية, و كان هناك نظام العسكرية الصارم, فقواعد السلوك كانت تقوم على أساس النظام الحازم, و كانت الألوان إما غير موجودة أو أنها تعبّر عن الرسميات بطريقة باهتة, و لا وجود للطبيعة, و كانت القاعدة هي الصمت, و طرح الأسئلة أمر محظور, و كانت القراءة و الكتابة و الرياضيات هي المواد الوحيدة المقررة مطلقاً و لا وجود للمواد التي تهتم بالجانب الإبداعي
فتخيلت "ماريا" نفسها و هي تفكر بنفس عقلية الطفل ذي الأربعة أعوام, و قامت بخلق عالم جديد لهم
حيث تم تصميم المقاعد في مدارس "مونتيسوري" لتناسب أجسام الأطفال الصغيرة, و تمّ تزيين الحجرات الدراسية بالألوان و الأشياء جميلة المنظر و قطع النسيج المختلفة و العطور المتنوعة, و أصبحت الطبيعة جزءاً من حجرة الدراسة في شكل أنواع مختلفة من النباتات و أحواض الأسماك و الحيوانات الأليفة, و أصبح هناك تشجيع على التحرك و تم السماح بطرح الأسئلة, و أتيحت الفرصة كاملة أمام كل عقل صغير باحث عن الإبداع ليكتشف نفسه و يعبر عنها و يطورها
و عن طريق شخص واحد نظر إلى الأمور من زوايا مختلفة بدأت العملية التعليمية في العالم بأسره في التغيير الجذري
ثانياً: إيجاد علاقات جديدة و مبتكرة بين الأشياء
بالإضافة إلى قدرتهم على رؤية الأمور من وجهات نظر مختلفة كان المبدعون العظام يربطون بين الأمور بطرق لم يسبقهم إليها أحد من قبل. و لنأخذ مرة أخرى قليلاً من الأمثلة, لتوضيح هذا الأمر
قصة حالة - إسحاق نيوتن
يعرف الجميع الشيء الذي ألهم "إسحاق نيوتن" بوضع قوانينه عن "الجاذبية الكونية" و ذلك عندما سقطت تفاحة على رأسه. و تعد هذه الأسطورة دقيقة بعض الشيء, و لكنها ليست دقيقة تماماً, فالقصة الحقيقية أكثر تشويقاً
فكما قال "نيوتن" بنفسه إنه قد توصل إلى نظريته عندما رأى تفاحة تسقط على الأرض (وليس على رأسه) و في الوقت نفسه كان يرى القمر معلقاً في السماء
و أخذت تجول في خاطره أسئلة بسيطة و طفولية مثل: لماذا سقطت التفاحة؟ و الأهم من ذلك لماذا لم يسقط القمر؟ و هل القانون الذي يتسبب في سقوط التفاحة ينطبق على القمر؟ لقد كان البحث عن العلاقة بين مصير هاتين "الكرتين" شديدتي التباين هو ما قدح زناد فكر "نيوتن" الإبداعي و قاده لوضع نظريته التي تمثل لب أغلب العلوم الهندسية و العلمية الحديثة
ثالثاً: الشيء و نقيضه
هناك طريقة أخرى رائعة لإيجاد روابط مبتكرة بين الأشياء, ألا و هي فن "البحث عن النقيض" الإبداعي, و كل ما عليك غعله ببساطة في طريقة "البحث عن النقيض" هو أن تأخذ أي شيء في الوجود ثم تفكر في نقيضه, و ستجد غالياُ أن هذا الأمر يؤدي إلى نتائج بالغة الفائدة و التميز
قصة حالة - محمد علي
يعتبر الكثيرون " محمد علي" أعظم رياضي خلال المائة عام الماضية, و قد استخدم "علي" اسلوب التفكير الإبداعي الذي يستخدم البحث عن النقيض
حيث كان الجميع يقولون إن الرجل البدين لا يستطيع الرقص - فرقص! فعل النقيض
و كان الجميع يقولون إنه ينبغي عليك دائماً أن ترفع يديك لأعلى عندما تلاكم - فأنزل "على" يديه لأسفل
و كان الجميع يقولون غن ضخام الجثة ليس بإمكانهم أن يتميزوا بالسرعة- فجعل "علي" من نفسه أسرع ملاكم على الإطلاق
لقد كانت قدرة "محمد علي" على إيجاد تفكير مناقض للتفكير التقليدي هي التي مكنته من نقل رياضته إلى مستويات إبداعية جديدة
قصة حالة - مايكل آنجلو
كان "مايكل ىنجلو" الذي يعتبر أعظم نحّات على الإطلاق - من ممارسي "التفكير في نقائض الأشياء". و بينما كان يعتقد معظم النحاتين و معلمي النحت أن هدف النحات هو تكوين شكل على كتلة رخام صمّاء, كان " مايكل آنجلو" يشعر بالعكس. فقد كان يعتبر أن الشكل التام كائن بالفعل "في الحجر" و أن مهمته هي إزالة قطع الرخام الزائدة على هذا الشكل و ان يحرر الشكل الكائن بالفعل من سجنه الحجري
و عن طريق التفكير بهذه الطريقة استطاع "مايكل آنجلو" أن يجعل مهمته أسهل كثيراً: فبدلاً من فرض إرادته على القطعة الحجرية المتصلبة كان بكل بساطة يخدم الشكل و يزيل النتوءات الزائدة ليزيح الستار عن الجمال الكامن تحت السطح
بما أنك الآن أكثر وعياُ من خلال معرفتك للطريقة التي تمت من خلالها رؤية الأمور من زوايا مختلفة, و كذلك إيجاد روابط مبتكرة بالإضافة إلى معرفتك بمفاهيم " البحث عن نقيض الأشياء" يمكنك خلق أفكار مبتكرة و مدهشة
و بذلك يتضح لك كشخص انه يمكنك ان تصبح أكثر اختلافاً و تميزاً و بعداً عن النمطية في التفكير و أيضاً اكثر أصالة و تفرداً. و سوف تصبح إنساناً يشار إليه بالبنان كإنسان متميز و مبدع, بل و عبقري
التدريب الإبداعي
أولاً: استمع إلى الآخرين
عندما يحاول الآخرون توضيح بعض الأمور لك أو عندما يحلولون التعبير عن رأيهم في جدال أو تفسيرهم لمشكلة ما فلا تنصت فقط لما يقولونه, بل أنصت أيضاً إلى "طبيعة شخصياتهم", و حاول أن تنظر نظرة شامله من وجهة نظرهم إلى ما يحاولون إيضاحه
و عندما تحقق ذلك سوف تشتهر بأنك "مستمع جيد" للآخرين و أنك شخص مهم و تهتم بالآخرين و أنك صديق جدير بالصداقة و أنك شخص يشعر الآخرون معه بالراحة. و في الوقت ذاته سوف تتحسن ذاكرتك لما يقال و تتحسن أيضاً قوتك الإبداعية على رؤية الأمور من زوايا مختلفة
ثانياُ: تخيل نفسك في موقف الآخرين
لا يعني هذا مجرد إبداء التعاطف مع آراء الآخرين, بل حاول و انظر للأمور من وجهة نظر المخلوقات الأخرى أيضاً. فعندما ترى حيواناً افعل كام فعل "تيد هوجز" و حاول أن ترى العالم و نفسك من وجهة نظر هذا الحيوان. و استخدم خيالك في تصور نفسك في موقف الأشياء. فمثلاً ما هي وجهة نظر الملعقة التي تتناول بها رقائق القمح؟ و ما هي وجهة نظر الكرة التي توشك أن تقذف بها؟ و ما هي وجهة نظر القبعة التي ترتديها؟ و ما هي وجهة نظر السيارة التي تقودها؟ و ما هي وجهة نظر الحشرة التي تشاهدها؟ ما هي وجهة نظر النجم الذي تراه؟
ثالثاُ: اعكس نظام حياتك
انظر إلى حياتك و إلى كل جوانبها و أنشطتها و أعد التفكير في كل شيء على حده و تخيله في وضعه العكسي! فهذا التدريب سيقدم لك نظرة جديدة إلى طبيعة شخصيتك و طبيعة أفعالك و سوف يمكنك من إجراء التغييرات في الوقت المناسب كما سيمكنك من ترك الأمور كما هي عليه حينما تشعر بأنها مرضية و مجزية بالنسبة لك, فعليك أن تعيد التفكير في ملابسك و أصدقائك و و طعامك و الاماكن التي تتردد عليها و انشطتك الثقافية و طموحاتك الرياضية, فإذا كنت تذهب دائماً إلى صالة الألعاب الرياضية في المساء فحاول الذهاب لإليها قبل الإفطار, و قم بتبديل نظام غرف المنزل و من ثم اجعل حجرة المعيشة هي حجرة النوم و حجرة النوم هي حجرة المعيشة
و قد ترى انك تترك الكثير من الامور كما هي عليه, و بالمثل فقد ترى أن كثيراً من الأشياء -عند تغييرها- تجعل حياتك أكثر سعادة و إبداعاً و ثراءً
رابعاً: حاول إيجاد روابط مبتكرة بين الأشياء
أعد ترتيب الأشياء في منزلك و في حياتك اليومية, فحاول تجربة أنواع جديدة من الطعام, و أعد التفكير في تزيين حجرتك بألوان و تحف لم تفكر في استخدامها من قبل, و أعد ترتيب الأثاث, و إبدأ في ممارسة هواية جديدة و قم بتوسيع دائرة معارفك الإجتماعية
خامساً: تعلم إطلاق النكات خفيفة الظل
إذا فكرت ملياً في الأمر فستجد أن من بين أفضل النكات هي تلك النكات التي نربط فيها بين شيئين ليست لهما أي علاقة ببعضهما بطريقة مبتكرة و مرحة, أو تلك النكات التي يتم فيها الإتيان بعكس المفاهيم العادية بأسلوب يجعلك تستغرق في الضحك, و تعد روح الفكاهة نشاطاً إبداعياً إلى حد كبير و لذا فإنه كلما تواجدت مع أناس يطلقةن النكات و يضحكون لفترات طويلة فسوف تزداد دائماً قوة تفكيرك الإبداعي
سادساً: مارس عملية إيجاد الروابط بين الأشياء
اختر شيئين مختلفيت تماماً في حياتك اليومية اختياراً عشوائياً و حاول إيجاد علاقة ظريفة أو خفيفة الظل بينهما
فكيف يمكنك - مثلاً - الربط بين مفهومي الملاكمة و الحشرات؟ لقد فعلها "محمد علي" عندما قال: إن الملاكمة هي أن تسبح في الهواء كالفراشة و أن تلدغ بسرعة النحلة
سابعاً: اربط بين الأنشطة المختلفة في حياتك
يعتبر "توماس أديسون" مثالاً بارعاً على هذا الأمر, وقد كان معمل "أديسون" العملي الذي يجري فيه التجارب عبارة عن مبنى ضخم يشبه مخزناً للحبوب, و كان به الكثير من الطاولات و المقاعد المختلفة و على كل منها مشروع مختلف يُجرى حوله التجارب
و لقد صمم "أديسون" ورشته بهذه الطريقة لتسمح لكل مشاريعه التي يجري العمل بها بأن تترابط مع بعضها -في ذهنه-, و كان ياخذ في اعتباره ان أي شيء يفعله في إحدى التجارب من الممكن ان تكون له علاقة لا يتوقعها أحد بالتجارب الأخرى. و قد وجد ان هذا الأمر شديد الفائدة بالنسبة له في مساعدته على ابتكار أفكار جديدة
و عندما تستخدم هذا الأسلوب ستجد انه يساعدك على ان تدرك أن حياتك تكمل بعضها بصورة أكبر مما كنت تعتقد, كما سيمنحك أيضاً فرصة أن تضيف لها إضافات جديدة مبتكرة
ثامناً: مارس ألعاب إيجاد الروابط الجديدة بين الأشياء
حاول ان تطلب من كل المشاركين في الحفلات أو المناسبات المختلفة أن يجدوا أكثر الروابط تفرداً بين أي موضوعين معينين في موقف معين
تاسعاً: استخد الأساليب التي تعلمتها هنا لابتكار بعض الأفكار الأكثر أصالة
تصفح هذا الكتاب (أو أي كتاب تقرأه الآن) و قم بإيجاد روابط ذهنية جديدة بين كل فصل من فصوله, ثم حاول إيجاد أفكار مناقضة لأفكارك
التدريب الإبداعي
أولاً: استمع إلى الآخرين
عندما يحاول الآخرون توضيح بعض الأمور لك أو عندما يحلولون التعبير عن رأيهم في جدال أو تفسيرهم لمشكلة ما فلا تنصت فقط لما يقولونه, بل أنصت أيضاً إلى "طبيعة شخصياتهم", و حاول أن تنظر نظرة شامله من وجهة نظرهم إلى ما يحاولون إيضاحه
و عندما تحقق ذلك سوف تشتهر بأنك "مستمع جيد" للآخرين و أنك شخص مهم و تهتم بالآخرين و أنك صديق جدير بالصداقة و أنك شخص يشعر الآخرون معه بالراحة. و في الوقت ذاته سوف تتحسن ذاكرتك لما يقال و تتحسن أيضاً قوتك الإبداعية على رؤية الأمور من زوايا مختلفة
ثانياُ: تخيل نفسك في موقف الآخرين
لا يعني هذا مجرد إبداء التعاطف مع آراء الآخرين, بل حاول و انظر للأمور من وجهة نظر المخلوقات الأخرى أيضاً. فعندما ترى حيواناً افعل كام فعل "تيد هوجز" و حاول أن ترى العالم و نفسك من وجهة نظر هذا الحيوان. و استخدم خيالك في تصور نفسك في موقف الأشياء. فمثلاً ما هي وجهة نظر الملعقة التي تتناول بها رقائق القمح؟ و ما هي وجهة نظر الكرة التي توشك أن تقذف بها؟ و ما هي وجهة نظر القبعة التي ترتديها؟ و ما هي وجهة نظر السيارة التي تقودها؟ و ما هي وجهة نظر الحشرة التي تشاهدها؟ ما هي وجهة نظر النجم الذي تراه؟
ثالثاُ: اعكس نظام حياتك
انظر إلى حياتك و إلى كل جوانبها و أنشطتها و أعد التفكير في كل شيء على حده و تخيله في وضعه العكسي! فهذا التدريب سيقدم لك نظرة جديدة إلى طبيعة شخصيتك و طبيعة أفعالك و سوف يمكنك من إجراء التغييرات في الوقت المناسب كما سيمكنك من ترك الأمور كما هي عليه حينما تشعر بأنها مرضية و مجزية بالنسبة لك, فعليك أن تعيد التفكير في ملابسك و أصدقائك و و طعامك و الاماكن التي تتردد عليها و انشطتك الثقافية و طموحاتك الرياضية, فإذا كنت تذهب دائماً إلى صالة الألعاب الرياضية في المساء فحاول الذهاب لإليها قبل الإفطار, و قم بتبديل نظام غرف المنزل و من ثم اجعل حجرة المعيشة هي حجرة النوم و حجرة النوم هي حجرة المعيشة
و قد ترى انك تترك الكثير من الامور كما هي عليه, و بالمثل فقد ترى أن كثيراً من الأشياء -عند تغييرها- تجعل حياتك أكثر سعادة و إبداعاً و ثراءً
رابعاً: حاول إيجاد روابط مبتكرة بين الأشياء
أعد ترتيب الأشياء في منزلك و في حياتك اليومية, فحاول تجربة أنواع جديدة من الطعام, و أعد التفكير في تزيين حجرتك بألوان و تحف لم تفكر في استخدامها من قبل, و أعد ترتيب الأثاث, و إبدأ في ممارسة هواية جديدة و قم بتوسيع دائرة معارفك الإجتماعية
خامساً: تعلم إطلاق النكات خفيفة الظل
إذا فكرت ملياً في الأمر فستجد أن من بين أفضل النكات هي تلك النكات التي نربط فيها بين شيئين ليست لهما أي علاقة ببعضهما بطريقة مبتكرة و مرحة, أو تلك النكات التي يتم فيها الإتيان بعكس المفاهيم العادية بأسلوب يجعلك تستغرق في الضحك, و تعد روح الفكاهة نشاطاً إبداعياً إلى حد كبير و لذا فإنه كلما تواجدت مع أناس يطلقةن النكات و يضحكون لفترات طويلة فسوف تزداد دائماً قوة تفكيرك الإبداعي
سادساً: مارس عملية إيجاد الروابط بين الأشياء
اختر شيئين مختلفيت تماماً في حياتك اليومية اختياراً عشوائياً و حاول إيجاد علاقة ظريفة أو خفيفة الظل بينهما
فكيف يمكنك - مثلاً - الربط بين مفهومي الملاكمة و الحشرات؟ لقد فعلها "محمد علي" عندما قال: إن الملاكمة هي أن تسبح في الهواء كالفراشة و أن تلدغ بسرعة النحلة
سابعاً: اربط بين الأنشطة المختلفة في حياتك
يعتبر "توماس أديسون" مثالاً بارعاً على هذا الأمر, وقد كان معمل "أديسون" العملي الذي يجري فيه التجارب عبارة عن مبنى ضخم يشبه مخزناً للحبوب, و كان به الكثير من الطاولات و المقاعد المختلفة و على كل منها مشروع مختلف يُجرى حوله التجارب
و لقد صمم "أديسون" ورشته بهذه الطريقة لتسمح لكل مشاريعه التي يجري العمل بها بأن تترابط مع بعضها -في ذهنه-, و كان ياخذ في اعتباره ان أي شيء يفعله في إحدى التجارب من الممكن ان تكون له علاقة لا يتوقعها أحد بالتجارب الأخرى. و قد وجد ان هذا الأمر شديد الفائدة بالنسبة له في مساعدته على ابتكار أفكار جديدة
و عندما تستخدم هذا الأسلوب ستجد انه يساعدك على ان تدرك أن حياتك تكمل بعضها بصورة أكبر مما كنت تعتقد, كما سيمنحك أيضاً فرصة أن تضيف لها إضافات جديدة مبتكرة
ثامناً: مارس ألعاب إيجاد الروابط الجديدة بين الأشياء
حاول ان تطلب من كل المشاركين في الحفلات أو المناسبات المختلفة أن يجدوا أكثر الروابط تفرداً بين أي موضوعين معينين في موقف معين
تاسعاً: استخد الأساليب التي تعلمتها هنا لابتكار بعض الأفكار الأكثر أصالة
تصفح هذا الكتاب (أو أي كتاب تقرأه الآن) و قم بإيجاد روابط ذهنية جديدة بين كل فصل من فصوله, ثم حاول إيجاد أفكار مناقضة لأفكارك